
كتبت الخريجة هديل معمّر -تخصص التسويق فرعي علم الاجتماع
لم أكن أتوقع أن تجربتي في جامعة بيرزيت لمدة ثلاث سنوات ونصف ستنتهي بهذه السرعة، لم تكن تجربة علمية فقط. بل شكلت لدي وعي تجاه اختيار تخصصي التسويق فرعي علم الاجتماع بعد مرور عامين على دراستي تخصص آخر، مروري بتجربة الخروج من القرية، والابتعاد عن الأهل بهدف استكمال دراستي الجامعية في جامعة بيرزيت، وحمل الذاكرة والارتباط التراثي مع القرية التي أتيت منها.
قد شكلت هذه الثنائية بين القرية والمدينة، وبين الفِلاحة والتعلّم، ما أنا عليه اليوم، بكل ما تحمله من صفات السعي، والإقدام، إضافةً للصلابة والجدية. بحيث لم يعد من الصعب حمل هاتان الهويتان سويًا، دون أي تناقض بينهما. فهذه الجامعة تضم داخل صرحها الأكاديمي مجمل الثقافات الفلسطينية بتعدد الهويات الوطنية، مانحة طلابها بيئة تفاعلية معرفية واسعة. استطاعت بيرزيت رغم التهديدات المستمرة عليها من قبل الاحتلال الصهيوني خلق شباب فلسطينيّ واعٍ متعلم مثقف ومقاوم.