Skip to main content
x

سنوات بيرزيت تقود شادي العطشان إلى قمة مؤسسة قيادات

بعد مضي ثماني سنوات على حصوله على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة بيرزيت، يضع شادي العطشان، ثلاثون عاماً، أمام طلاب بيرزيت وخريجيها مثالاً حياً لبناء الذات والنجاح في الحياة العملية. فشادي الذي تخرج عام 2004، وأكمل دراسته العليا ليحصل على درجة الماجستير في الحقل ذاته عام 2007، يشغل اليوم منصب المدير التنفيذي لمؤسسة "قيادات"، وهي مؤسسة فلسطينية غير حكومية تأسست عام 2002 لتمكين الشباب الفلسطيني من لعب أدوار قيادية في خدمة مجتمعهم.

تقدم شادي جاء بعد سنوات من العمل الجاد، إذ عمل خلال دراسته الجامعية مع وحدة تكنولوجيا المعلومات في الجامعة والتي اندمجت مع مركز التعليم المستمر، ليواصل شادي عمله هناك قبل أن ينتقل للعمل في وزارة المالية لفترة قصيرة، ومنها انتقل ليبدأ العمل مع مؤسسة "قيادات". اليوم يرى شادي العطشان أن ما تخيله وعمل من أجله قد تحقق، وأن الرؤيا التي كان قد وضعها لعمله قد أصبحت واقعاً. ويرد شادي نجاحه في ذلك وتبوءه قيادة المؤسسة التي ينتمي إليها بشكل كبير إلى تجربته في جامعة بيرزيت، فيقول: "كان لبيرزيت أثر كبير في حياتي المهنية من ناحيتين، أولاً أثرها في صقل شخصيتي إذ تعرفت على أشخاص مختلفين من كافة فئات المجتمع، وثانياً الخبرة العملية التي اكتسبتها من عملي خلال دراستي، إضافة بالطبع للخبرة الأكاديمية".

ويضيف شادي موضحاً أثر جامعة بيرزيت في فتح أبواب في حياته المهنية: "خلال فترة دراستي العليا كانت العلاقات الاجتماعية التي كونتها في الجامعة مفيدة جداً لي، إذ تمكنت من التشبيك مع عدة أشخاص عاملين في مؤسسات مختلفة من القطاعات العام والخاص والأهلي. فبيرزيت تتميز ببيئتها المنفتحة، مما يساعد المرء على أن يتعرف على أشخاص يحملون فكراً مختلفاً وأن يستوعب طريقة تفكيرهم". التواصل مع بيرزيت لم ينقطع، إذ استمر شادي من خلال عمله في "قيادات" بالتعاون مع الجامعة في مشاريع وبرامج شبابية، فقد طبقت "قيادات" برامج مشتركة مع الطلبة من خلال. ويعلق شادي على نشاط الجامعة تجاه الخريجين بالقول: "لقد نشطت بيرزيت كثيراً خلال السنة الفائتة في مد الجسور مع الخريجين، سواء من خلال ملتقى خريجي بيرزيت، أو من خلال النشاطات التي تقام وتجمع الخريجين".

شادي الذي شهد في بيرزيت أصعب فتراتها خلال الانتفاضة يستذكر الصعوبات التي واجهها في تلك السنوات، فيقول: "كانت الحياة الجامعية آنذاك متمحورة حول الوصول للجامعة والاستمرار في العيش، الأمر الذي لم يدع مجالاً لمشاريع التطوير التي كانت الجامعة تتجه باتجاهها. كنا في تلك الفترة نضطر لركوب الحمير لتخطي الحاجز الإسرائيلي والوصول إلى الجامعة، وكانت تلك المواقف مضحكة مبكية لأننا كنا مضطرين للتعايش معها على الرغم من قساوتها". ومن المفارقات التي شهدتها سنوات شادي الجامعية في بيرزيت هي الصعوبات التي واجهها في مساقات المحاسبة، إذ يقول: "كان لدي مشكلة مع مساقات المحاسبة، فقد كنت أنجزها بصعوبة بالغة.

وعلى الرغم من إنني تخطيت هذه المشكلة الآن، إلا أنني تندمت على أنني لم أتعامل معها سابقاً، فحوالي 70% من عملي الآن يتعلق بالمحاسبة". ويتوجه شادي بنصيحة للطلبة الحاليين و الخريجين الجدد في بيرزيت قائلاً: "أنصح الطلاب باختيار مجالاتهم بعناية. لا تدرس إلا ما تحبه وتجد نفسك فيه، فدون ذلك لن تستطيع أن تبدع أبداً. كما أنصح أي طالب بأن يوزع وقته بشكل سليم، ولا يحد نفسه في مجال واحد. فأنا شخصياً حصرت نفسي حين اخترت الإدارة المصرفية تخصصاً فرعياً إلى جانب إدارة الأعمال كتخصص رئيس، وأعتبر ذلك أمراً سلبياً إذ بقيت مجالات كثيرة بعيدة عني، اضطررت تعزيز معرفتي بها بقراءات إضافية. لذا أنصح باختيار مساقات من دوائر مختلفة، فهذا سيكسِب الطالب معرفة أشخاص جدد وطرق تفكير جديدة".

ويختم شادي قائلاً: "إذا اخترت تخصصاً تحبه فاتعب على نفسك، واعمل على تطوير نفسك في الحياة العملية ولا تلتزم بالكتب فقط، فعند التخرج يكون كل الخريجين على مستوى واحد تقريباً لكن جهدك وتطوير نفسك هو ما سيجعلك تتميز بينهم".