الخريجة عبير حامد: نحو الإبداع بالتعليم من خلال الفن
عبير حامد خريجة جامعة بيرزيت بكالوريوس تاريخ وعلوم سياسية وماجستير تاريخ عربي إسلامي من الجامعة نفسها، وحاصلة على 14 شهادة دراسية ودورة تدريبية في حقول أخرى.
بعد تخرجها مباشرة، قدمت عبير حامد امتحان التوظيف في وزارة التربية والتعليم، وحصلت على التقييم الأول في محافظة رام الله والبيرة، ومع بدء حياتها المهنية كمعلمة، لاحظت أن الأساليب المستخدمة في التعليم تقليدية وتتمحور حول التلقين، ففكرت في ابتداع وسائل أخرى للتعلم، فانصب تركيزها على إيجاد مبادرة للتعلم فكانت "مبادرة التعليم من خلال الفن" التي كانت حصيلةَ عمل مضنٍ وجهد متواصل استمر على مدار عشر سنواتٍ، وجلدٍ وصبر تحلّت بهما صاحبتها التي تنحدر من بلدة سلواد شرق رام الله.
بطموحاتها اللامحدودة وسعيها الدؤوب، تمكنت عبير حامد من الوصول إلى العالمية، من خلال مبادرة أطلقت عليها اسم "التعلم من خلال الفن"، صارت المبادرة الأكثر ترشيحًا وتتويجًا في مسابقات عالمية. والأكثر حصولاً على تغطيات إعلامية بـ ٤٠٠٠ تغطية محلية وعالمية، و٤٠٠ فيديو وكتاب دعم من مؤسسات محلية وعالمية.
دمجت حامد بمبادرة "التعلم من خلال الفن" وهي مبادرة اجتماعية ثقافية وطنية، تاريخية، إنسانية، وتربوية، استراتيجيات تعلم مختلفة في مبادرة واحدة، مثل الدراما، والموسيقى، ومسرح الدمى، والوسائل الفنية الخشبية، والغناء، والإذاعة المدرسية، والسبوتات الإذاعية، واستخدام البيئة الصفية الجاذبة، واستيعاب ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة.
تنقلت المبادرة في سبع مدارس في الوطن لتستقر في مدرسة بنات سلواد الأساسية العليا، وتأهلت في ثماني مسابقات نصفها محلية والنصف الآخر دولي، وبتأهلها للتصفيات النهائية في المسابقة العالمية للمجموعة العربية "بطولة كأس العالم للمبدعين العرب" عن فئة أفضل مبادرة عربية في العالم دورة ٢٠٢١، تصبح المبادرة الأكثر ترشيحًا وتتويجًا في مسابقات عالمية.
وبالمبادرة شاركت حامد في برنامج ملكة المسؤولية الاجتماعية، ووصلت مراحل حاسمة وحصلت على تكريم في دبي، كما نالت عضوية البرلمان الدولي لعلماء التنمية البشرية. وحصلت المبادرة على ترخيص دولي ومزاولة، كما تأهلت لجائزة الرئيس عباس مرتين.
أخذت صاحبة "مبادرة التعلم من خلال الفن" عبير حامد، على عاتقها الاستمرار في تطوير المبادرة وتطويعها بروح التجديد والمسايرة لكل التطورات وكل ما هو جديد، لتتمرد على الركود والسكون، متحديةً كل العراقيل ومتجاوزةً كل الصعوبات، وعاهدت نفسها ألا تستسلم لكل المثبطات، خصوصًا وهي ترى مبادرتها تؤتي أكلها في حياة طلبتها وهم يخوضون ميادين العمل في الحياة بكل إبداع وإصرار وتحد.
لم تتوقف طموحات حامد عند حدود الوطن، بل تخطتها لتحصل على ثمانية مناصب دولية، وتم اختيارها من أفضل معلمي العالم لعام 2020، من قبل منظمة (AKS education) وهي اختصار لـ ALERT KNOWLEDGE SERVICES في الهند، وتم اختيارها سفيرة لمؤتمرات دولية وتلقت عددًا من العروض والدعوات من مؤسسات محلية وعربية وعالمية للترويج لمبادرتها خارج فلسطين، كما اختيرت ضمن أفضل عشرة نماذج لإبداع المرأة الفلسطينية، وضمن رائدات فلسطين في اجتماع كولمبوس في الولايات المتحدة الأميركية، كما حصلت على عضوية اتحاد الجامعات الدولي ورشحت لبصمة قائدة لعام 2020 عن المجلس الإنمائي العربي للأعمال، وضمن مبادرات مبدعة في العالم لعام 2019، وأصبحت سفيرة مؤتمرات دولية، والمذيعة الرسمية لجامعة الحياة الجديدة في واشنطن والبرلمان الدولي لعلماء التنمية البشرية في السويد، وكُرِّمت في أكثر من عاصمة ومدينة عربية.
في العام 2019 نالت عضوية اتحاد الشباب العربي. كما تم اختيارها، ضمن أفضل ستين قصة ملهمة حول العالم العربي، وقامت بتمثيل فلسطين في القاهرة، ضمن مؤتمر "هن الحكاية"، ليتم اختيارها ضمن أفضل عشرين متحدثة للمؤتمر.
رغم تخرجها منذ سنوات، ما زالت عبير حامد تكن كل احترام لجامعتها، تقول إنها غرست فيها حب العلم والتعلم والاعتماد على النفس، وذلك كان وراء قرارها العودة إلى الالتحاق بالجامعة للحصول على الماجستير في التاريخ الإسلامي، وما زالت ترى في الجامعة التي جلست على مقاعدها ستة أعوام مؤسسةً قادرةً على صناعة قادة رأي في مجتمعهم وتساعد خريجيها على تحقيق طموحاتهم.